الأخبار

الذخائر العنقودية


الذخائر أوالقنابل العنقودية هي سلاح يحوي أعداداً كبيرة (أحياناً مئات) من الذُخيرات أو القنيبلات الصغيرة المتفجرة، ونستطيع تصورها بأنها قنابل كبيرة محشوة بكريات متفجرة صغيرة يمكن إلقاؤها من الطائرات أو إطلاقها من المدفعية لتنتشر في مساحات شاسعة.
وتستخدم تلك الذخائر في الهجوم على أهداف مختلفة لشل حركة  العربات المدرعة والأشخاص ولإضرام الحرائق ونشر الدمار والقتل مما يتسبب في أضرار فادحة.
وتعرف المساحة المتأثرة بـ "الأثر"، ولا ينحصر أثر القنابل العنقودية في هدف واحد محدد كدبابة مثلاً، وأنما يمتد أثرها لمناطق كبيرة دون تمييز بين العسكريين والمدنيين، ومن هنا، فقد عرفت الفقرة (2) من المادة (2) من معاهدة  الذخائر العنقودية  بأنها ذخيرة تقليدية تُصمَّم لتنثر أو تطلق ذخائر صغيرة متفجرة يقل وزن كل واحدة منها عن 20 كيلوغرام، وهي تشمل تلك الذخائر الصغيرة المتفجرة.
كما عرفت ذات الفقرة الثانية الذخيرة الصغيرة المتفجرة بأنها ذخيرة تقليدية تحتاج لكي تؤدي وظيفتها إلى ذخيرة عنقودية تنثرها أو تطلقها، وهى مصممة لتعمل بتفجير شحنة متفجرة قبل الاصطدام أو عنده أو بعده.
وهي في حقيقتها عبوة تُطلِق العديد من الذخائر الناسفة على امتداد مساحات شاسعة. ويتلاحظ أنه  ما بين  5  إلى 40% من الحالات لا تنفجر هذه الذخائر عقب إطلاقها، وبذلك تبقى هذه الذخائر قابلة للانفجار لعقود طويلة.
وقد استخدمت الذخائر العنقودية بشكل مكثف في مختلف النزاعات الأخيرة من حرب كوسوفو وصولاً إلى أوسيتيا الجنوبية مروراً بالعراق وجنوب لبنان.
وبحسب المنظمة الدولية للمعوقين، فإن أكثر من 440 مليون ذخيرة عنقودية ألقيت منذ العام 1965  قتلت وأصابت مئات الآلاف من البشر وخلفت لديهم عاهات وإعاقات عديدة. وفي 98% بالمئة من تلك الحالات الحالات كان الضحايا من المدنيين وفق ما جاء في تقرير صادر عن هذه المنظمة.
وهناك بعض الدول التي استخدمت هذه القنابل بكثافة، ولا زالت دول اخرى تتمادى في استخدامها وإنتاجها دون مُبالاة بمطالب المجتمع الدولي بالتوقف التام عن استخدام تلك الذخائر في الحروب، حيث اشارت تقارير منظمة مراقبة حقوق الانسان هيومن رايتس ووتش -وهي إحدى المنظمات العالمية المستقلة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان وحمايتها- إلى أن من بين ما يُقدَّر بـ 4.6 مليون ذخيرة عنقودية صغيرة ألقتها إسرائيل أثناء الحرب في جنوب لبنان، لم  ينفجر منها ما يقارب المليون ذخيرة، بقيت  على الأرض دون إنفجار كألغام أرضية، فكانت تُهدد حياة المدنيين وسُبُل معيشتهم.
مشاكل الذخائر العنقودية
* الذخائر العنقودية هي من الأسلحة غير التقليدية المحرمة دوليا، ويرجع ذلك لتتسببها في مشكلتين إنسانيتين جسيمتين، الأولى هي أن أثرها المدمر واسع النطاق لما تُحدثه من إصابات بالمدنيين عند استخدامها في مناطق مأهولة بالسكان، والمشكلة الثانية ان الكثير من المتفجرات العنقودية الصغيرة لا تنفجر لدى ارتطامها بالأرض كما هو مُفترض، فتتحول بذلك لألغام أرضية كامنة لمدة طويلة تنفجر بمجرد حدوث أي اصطدام بها فتقتل وتجرح المدنيين.
* أنها تشكل خطراً مميتاً على المدنيين لما ينتج عنها من انتشار شظايا ومتفجرات في مساحات شاسعة تُعادل المساحة الكلية لعدد كبير من ملاعب كرة القدم في الهجوم الواحد.
* مؤخراً تم تزويد الانتاج الجديد من تلك الذخائر بخاصية التدمير الذاتي، بهدف ضمان تدمير تلك الذخائر الصغيرة ذاتياً إذا فشلت في الانفجار، إلا أن هذه التقنية لم تنجح في إيجاد حل كافٍ لمخاطر تلك الذخائر، فخواص التدمير الذاتي رغم نجاحها في انخفاض عدد الذخائر الصغيرة غير المنفجرة ، إلا أن العديد منها يظل دون إنفجار، مما يجعل خطرها لا يزال قائماً.
* قد يصطدم المزارعون أثناء عملهم  في أراضيهم بتلك الذخائر فتنفجر فيهم، وكذلك بالنسبة للأطفال الصغار، فقد يعبثون بها بدافع فضولهم فيكونون معرضين لخطر الاصابة بالجروح وببتر الأطراف أو فقدان البصر.
* إن تلك الذخائر غير المنفجرة تُعيق أعمال التنمية بعد انتهاء النزاع المسلح، حيث يمتنع الأفراد عن العمل بالأراضي الزراعية خوفاً من إصطدامهم بأي من تلك الذخائر، ومن يضطر للعمل بتلك الأراضي يكون مصيره الموت أو الاصابة.

  - معاهدة حظر استخدام القنابل العنقودية
في فبراير من عام 2007، أطلقت النرويج مبادرة عُرفت باسم مبادرة أوسلو، حيث تم خلالها إصدار "إعلان أوسلو" بتوقيع 46 بلداً ، وبحضورمنظمات الأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وتحالف الذخائر العنقودية، ومنظمات إنسانية أخرى لمناقشة المشاكل الإنسانية الناتجة عن الذخائر العنقودية عملياً، حيث وافقت الدول على:
1-  التوصل لصك قانوني دولي شامل يحظّر استعمال ونقل وإنتاج الذخائر العنقودية التي تسبب أضراراً غير مقبولة للمدنيين، وتدمير المخزون المتواجد منها، وتأمين موارد مناسبة لمساعدة الناجين من خطرها، وتطهير المناطق الملوّثة.
2 -  مواصلة العمل في إطار القانون الدولي الإنساني والمنتديات ذات الصلة لابراز التحديات  الإنسانية التي تُشكلها الذخائر العنقودية.
كما عقد مؤتمر ويلينغتون للذخائر العنقودية في فبراير/ شباط 2008م ، بحضور أكثر من 100 دولة من بينها دولة قطر، حيث تمت مناقشة مسودة معاهدة لحظر استخدام وإنتاج وتخزين والإتجار في الذخائر العنقودية، وصدقت 82 دولة على إعلان ويلينغتون الذي يُلزم الدول بالمشاركة في المفاوضات الرسمية بدبلن في أيرلندا خلال مايو/أيار2008م ، وبإجراء مفاوضات على أساس المسودة التي تم الإنتهاء إليها في ويلينغتون.
وقد تم فتح باب التوقيع على المعاهدة  في الفترة 3-4 ديسمبر 2008م في أوسلو، النرويج، ودخلت حيز النفاذ بتاريخ 01 أغسطس/ ايلول 2010م بعد ستة اشهر من تصديق 30 دولة عليها ، وانضمت حاليا إلى المعاهدة  112 دولة ، وصدقت 81 دولة عليها (دول اطراف).
 ان معاهدة حظر استخدام القنابل العنقودية هي معاهدة دولية تحرِّم إستخدام القنابل العنقودية، وتحظر انتاجها وتخزينها. كما تدعو المعاهدة إلى التخلص من الذخائر العنقودية التي لم تنفجر، وتحدد مهلة للدول الموقعة على الإتفاقية  للتخلص من مخزونها من  تلك القنابل.

الذخائر العنقودية أسلحة مثيرة للجدل

الذخائر العنقودية التي تشبه الكرات تجذب الأطفال لأنهم يعتقدونها ألعاباً

القنبلة العنقودية

مقالات
أكثر المقالات
الأحداث
21/08/2022 - 25/08/2022
ورشة العمل الوطنية حول الحماية الكيميائية والإستجابة للطوارئ للمتخصصين أثناء الأحداث الرياضية الكبرى) 21-25 أغسطس 2022م الدوحة – قطر
المزيد من المعلومات
21/05/2023 - 22/05/2023
ورشة التوعية الحادية عشر لطلبة وطالبات و المدارس الثانوية حول (الاتفاقيات المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل)
المزيد من المعلومات
20/11/2023 - 21/11/2023
عن انعقاد ورشة التوعية الحادية عشرة بالاتفاقيات المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل لطلبة وطالبات المدارس الثانوية 20-21 نوفمبر 2023م
المزيد من المعلومات
22/11/2023 - 22/11/2023
ورشة التوعية الحادية عشرة حول الاتفاقيات المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل لطلبة المرحلة الجامعية بالدوحة (الاربعاء 22 نوفمبر 2023م)
المزيد من المعلومات
المزيد من الأحداث
جميع الحقوق محفوظة 2018. اللجنة الوطنية لحظر الأسلحة. روابط هامة    البريد الالكتروني    خريطة الموقع      أسئلة متكررة     الإتصال بنا